تفسير سفر إرميا - الأصحاح 27 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 11:
الأيات 1-11 :- 1- في ابتداء ملك يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا صار هذا الكلام الى ارميا من قبل الرب قائلا. 2- هكذا قال الرب لي اصنع لنفسك ربطا و انيارا و اجعلها على عنقك. 3- و ارسلها الى ملك ادوم و الى ملك مواب و الى ملك بني عمون و الى ملك صور و الى ملك صيدون بيد الرسل القادمين الى اورشليم الى صدقيا ملك يهوذا. 4- و اوصهم الى سادتهم قائلا هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هكذا تقولون لسادتكم. 5- اني انا صنعت الارض و الانسان و الحيوان الذي على وجه الارض بقوتي العظيمة و بذراعي الممدودة و اعطيتها لمن حسن في عيني. 6- و الان قد دفعت كل هذه الاراضي ليد نبوخذناصر ملك بابل عبدي و اعطيته ايضا حيوان الحقل ليخدمه. 7- فتخدمه كل الشعوب و ابنه و ابن ابنه حتى ياتي وقت ارضه ايضا فتستخدمه شعوب كثيرة و ملوك عظام. 8- و يكون ان الامة او المملكة التي لا تخدم نبوخذناصر ملك بابل و التي لا تجعل عنقها تحت نير ملك بابل اني اعاقب تلك الامة بالسيف و الجوع و الوبا يقول الرب حتى افنيها بيده. 9- فلا تسمعوا انتم لانبيائكم و عرافيكم و حالميكم و عائفيكم و سحرتكم الذين يكلموكم قائلين لا تخدموا ملك بابل. 10- لانهم انما يتنباون لكم بالكذب لكي يبعدوكم من ارضكم و لاطردكم فتهلكوا. 11- و الامة التي تدخل عنقها تحت نير ملك بابل و تخدمه اجعلها تستقر في ارضها يقول الرب و تعملها و تسكن بها.

نجد هنا مشكلة ظاهرية أن فى أية (1) يذكر إسم يهوياقيم بينما يُذكر إسم صدقيا فى باقى الإصحاح. وحل هذه المشكلة بسيط جداً، أن النبى صنع الأنيار ووضعها على عنقه فى بداية حكم يهوياقيم ولكنه لم يرسلها إلا فى بداية حكم صدقيا. وغالباً هو وضعها فى بداية حكم يهوياقيم حيث بدأت سيطرة بابل على يهوذا. ويبدو أنه كانت هناك مؤامرة بين صدقيا وهؤلاء الملوك بتشجيع من فرعون مصر ضد نبوخذ نصر. وجاء رُسل هذه الأمم ليتشاوروا مع صدقيا لعقد حلف ضد بابل. وهنا النبى يمنعهم ويُرسِل لهم الأنيار التى كان يلبسها منذ زمن يهوياقيم، ليُعلِنْ أن هذه هى إرادة الرب، خضوعهم لملك بابل ويبدو أن إرميا نجح هذه المرة فى أن يرد صدقيا عن أن يشترك فى هذه الفتنة. وصنع رُبُط وأنيار(النير هو قطعة خشبية يربط بها الثور عن طريق أربطة فى رأسه مع ثور آخر ليقوم بالعمل معناها أنه ليس أحد قادراً أن يجعل رأسه حراً أمام ملك بابل. والله أعطى لملك بابل كل شىء حتى حيوان الأرض. وهذا ليس راجع لقداسة نبوخذ نصر فهو كان طاغية متوحش لكن ملك الأرض لا يدل على رضا الله على الشخص فقد قيل عن إبليس "رئيس هذا العالم" أما أولاد الله فلا يقنعهم أى نصيب فى العالم مهما كان. والعكس فمن غاب عنهً مجد السماء لا يكتفى بأى شىء على الأرض مثال :- الإسكندر الأكبر بعد ما غزا العالم المعروف كله بكى لأنه لم تعد هناك أماكن يغزوها. وقد حدد الله سابقاً مدة السيادة البابلية بـ70 سنة ولكن ها هو هنا يحددها بطريقة أخرى. أن هذه السيادة ستستمر فى أيام نبوخذ نصر وإبنه وهو أبل مرودخ وإبن إبنه بيلشاحر (7) الى إنتهت الدولة البابلية فى أيامه على يد كورش وهذا معنى = يأتى وقت أرض أى يأتى وقت تسقط فيه أرضه تحت حكم شعوب كثيرة وملوك عظام = هم ملوك فارس وجيشه فتستخدمه = لأن بابل خدمت فارس. وهنا الله يحذر من أن تستخدم هذه الأمم قوتها لكى تحارب بابل فالله أعطى التفويض لملك بابل فمن يستطيع مقاومته. وهو سمح بهذا لكى يؤدب هذه الأمم على وثنيتها. فمن لا يخدم الله سيجعله الله يخدم سادة غيره. والله حين يسود على إنسان يحرره أما الأخرين (الشياطين) حين يسودون يستعبدون ويذلون ومع هذا فالله يعطيهم نصيحة أن لا يقاوموه حتى لا يفنيهم. ويبدو من (9) أن هذه الأمم المجاورة أيضاً كانت تعانى من وجود الأنبياء الكذبة. وفى (11) حدث هذا فعلاً حين خضع يهوياقيم لملك بابل ثم حين خضع صدقيا له فى أوائل ملكه ولكن بعد تمرد صدقيا ومؤامراته سمح الله بخراب أورشليم.
العدد 1- 11:
الأيات 1-11 :- 1- في ابتداء ملك يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا صار هذا الكلام الى ارميا من قبل الرب قائلا. 2- هكذا قال الرب لي اصنع لنفسك ربطا و انيارا و اجعلها على عنقك. 3- و ارسلها الى ملك ادوم و الى ملك مواب و الى ملك بني عمون و الى ملك صور و الى ملك صيدون بيد الرسل القادمين الى اورشليم الى صدقيا ملك يهوذا. 4- و اوصهم الى سادتهم قائلا هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هكذا تقولون لسادتكم. 5- اني انا صنعت الارض و الانسان و الحيوان الذي على وجه الارض بقوتي العظيمة و بذراعي الممدودة و اعطيتها لمن حسن في عيني. 6- و الان قد دفعت كل هذه الاراضي ليد نبوخذناصر ملك بابل عبدي و اعطيته ايضا حيوان الحقل ليخدمه. 7- فتخدمه كل الشعوب و ابنه و ابن ابنه حتى ياتي وقت ارضه ايضا فتستخدمه شعوب كثيرة و ملوك عظام. 8- و يكون ان الامة او المملكة التي لا تخدم نبوخذناصر ملك بابل و التي لا تجعل عنقها تحت نير ملك بابل اني اعاقب تلك الامة بالسيف و الجوع و الوبا يقول الرب حتى افنيها بيده. 9- فلا تسمعوا انتم لانبيائكم و عرافيكم و حالميكم و عائفيكم و سحرتكم الذين يكلموكم قائلين لا تخدموا ملك بابل. 10- لانهم انما يتنباون لكم بالكذب لكي يبعدوكم من ارضكم و لاطردكم فتهلكوا. 11- و الامة التي تدخل عنقها تحت نير ملك بابل و تخدمه اجعلها تستقر في ارضها يقول الرب و تعملها و تسكن بها.

نجد هنا مشكلة ظاهرية أن فى أية (1) يذكر إسم يهوياقيم بينما يُذكر إسم صدقيا فى باقى الإصحاح. وحل هذه المشكلة بسيط جداً، أن النبى صنع الأنيار ووضعها على عنقه فى بداية حكم يهوياقيم ولكنه لم يرسلها إلا فى بداية حكم صدقيا. وغالباً هو وضعها فى بداية حكم يهوياقيم حيث بدأت سيطرة بابل على يهوذا. ويبدو أنه كانت هناك مؤامرة بين صدقيا وهؤلاء الملوك بتشجيع من فرعون مصر ضد نبوخذ نصر. وجاء رُسل هذه الأمم ليتشاوروا مع صدقيا لعقد حلف ضد بابل. وهنا النبى يمنعهم ويُرسِل لهم الأنيار التى كان يلبسها منذ زمن يهوياقيم، ليُعلِنْ أن هذه هى إرادة الرب، خضوعهم لملك بابل ويبدو أن إرميا نجح هذه المرة فى أن يرد صدقيا عن أن يشترك فى هذه الفتنة. وصنع رُبُط وأنيار(النير هو قطعة خشبية يربط بها الثور عن طريق أربطة فى رأسه مع ثور آخر ليقوم بالعمل معناها أنه ليس أحد قادراً أن يجعل رأسه حراً أمام ملك بابل. والله أعطى لملك بابل كل شىء حتى حيوان الأرض. وهذا ليس راجع لقداسة نبوخذ نصر فهو كان طاغية متوحش لكن ملك الأرض لا يدل على رضا الله على الشخص فقد قيل عن إبليس "رئيس هذا العالم" أما أولاد الله فلا يقنعهم أى نصيب فى العالم مهما كان. والعكس فمن غاب عنهً مجد السماء لا يكتفى بأى شىء على الأرض مثال :- الإسكندر الأكبر بعد ما غزا العالم المعروف كله بكى لأنه لم تعد هناك أماكن يغزوها. وقد حدد الله سابقاً مدة السيادة البابلية بـ70 سنة ولكن ها هو هنا يحددها بطريقة أخرى. أن هذه السيادة ستستمر فى أيام نبوخذ نصر وإبنه وهو أبل مرودخ وإبن إبنه بيلشاحر (7) الى إنتهت الدولة البابلية فى أيامه على يد كورش وهذا معنى = يأتى وقت أرض أى يأتى وقت تسقط فيه أرضه تحت حكم شعوب كثيرة وملوك عظام = هم ملوك فارس وجيشه فتستخدمه = لأن بابل خدمت فارس. وهنا الله يحذر من أن تستخدم هذه الأمم قوتها لكى تحارب بابل فالله أعطى التفويض لملك بابل فمن يستطيع مقاومته. وهو سمح بهذا لكى يؤدب هذه الأمم على وثنيتها. فمن لا يخدم الله سيجعله الله يخدم سادة غيره. والله حين يسود على إنسان يحرره أما الأخرين (الشياطين) حين يسودون يستعبدون ويذلون ومع هذا فالله يعطيهم نصيحة أن لا يقاوموه حتى لا يفنيهم. ويبدو من (9) أن هذه الأمم المجاورة أيضاً كانت تعانى من وجود الأنبياء الكذبة. وفى (11) حدث هذا فعلاً حين خضع يهوياقيم لملك بابل ثم حين خضع صدقيا له فى أوائل ملكه ولكن بعد تمرد صدقيا ومؤامراته سمح الله بخراب أورشليم.
العدد 12- 22:
الأيات 12-22 :- 12- و كلمت صدقيا ملك يهوذا بكل هذا الكلام قائلا ادخلوا اعناقكم تحت نير ملك بابل و اخدموه و شعبه و احيوا. 13- لماذا تموتون انت و شعبك بالسيف بالجوع و الوبا كما تكلم الرب عن الامة التي لا تخدم ملك بابل. 14- فلا تسمعوا لكلام الانبياء الذين يكلمونكم قائلين لا تخدموا ملك بابل لانهم انما يتنباون لكم بالكذب. 15- لاني لم ارسلهم يقول الرب بل هم يتنباون باسمي بالكذب لكي اطردكم فتهلكوا انتم و الانبياء الذين يتنباون لكم. 16- و كلمت الكهنة و كل هذا الشعب قائلا هكذا قال الرب لا تسمعوا لكلام انبيائكم الذين يتنباون لكم قائلين ها انية بيت الرب سترد سريعا من بابل لانهم انما يتنباون لكم بالكذب. 17- لا تسمعوا لهم اخدموا ملك بابل و احيوا لماذا تصير هذه المدينة خربة. 18- فان كانوا انبياء و ان كانت كلمة الرب معهم فليتوسلوا الى رب الجنود لكي لا تذهب الى بابل الانية الباقية في بيت الرب و بيت ملك يهوذا و في اورشليم. 19- لانه هكذا قال رب الجنود عن الاعمدة و عن البحر و عن القواعد و عن سائر الانية الباقية في هذه المدينة. 20- التي لم ياخذها نبوخذناصر ملك بابل عند سبيه يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا من اورشليم الى بابل و كل اشراف يهوذا و اورشليم. 21- انه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل عن الانية الباقية في بيت الرب و بيت ملك يهوذا و في اورشليم. 22- يؤتى بها الى بابل و تكون هناك الى يوم افتقادي اياها يقول الرب فاصعدها و اردها الى هذا الموضع.

النبى هنا يستغل بداية غزو بابل ليهوذا ليثبت كذب الأنبياء الكذبة حتى يصدقوه. ولذلك يشرح لهم أن ما يقولونه عن الصمود هو كذب. وأعمى يقود أعمى يقع كلاهما فى حفرة. ومن يقود خاطىء لخطية يهلك معهُ. وهم عشموا الكهنة أن الأنية الذهبية سترجع (2مل15،13:24) + (2أى10:36) ولكن النبى هنا يتحداهم!! هم يتنبأون، دعهم يصلون ولنرى شفاعتهم فى وقف أحكام الله.

فلنقارن بأنفسنا أيهما أفضل أن نخضع لنير إلهنا يسوع المسيح أو نخضع لنير الشيطان بقبولنا فعل الخطية. فخضوعنا للمسيح يرفعنا للمجد وخضوعنا للشيطان يقودنا للموت الثانى وخضوعنا للمسيح يحررنا وخضوعنا للشيطان يذلنا ونعيش فى هم وكأبة وحزن.
أسفار الكتاب المقدس
أعلى