العدد 1- 15: الأيات 1-15 :- 1- الكلمة التي صارت الى ارميا من قبل الرب في السنة العاشرة لصدقيا ملك يهوذا هي السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر. 2- و كان حينئذ جيش ملك بابل يحاصر اورشليم و كان ارميا النبي محبوسا في دار السجن الذي في بيت ملك يهوذا. 3- لان صدقيا ملك يهوذا حبسه قائلا لماذا تنبات قائلا هكذا قال الرب هانذا ادفع هذه المدينة ليد ملك بابل فياخذها. 4- و صدقيا ملك يهوذا لا يفلت من يد الكلدانيين بل انما يدفع ليد ملك بابل و يكلمه فما لفم و عيناه تريان عينيه. 5- و يسير بصدقيا الى بابل فيكون هناك حتى افتقده يقول الرب ان حاربتم الكلدانيين لا تنجحون. 6- فقال ارميا كلمة الرب صارت الي قائلة. 7- هوذا حنمئيل بن شلوم عمك ياتي اليك قائلا اشتر لنفسك حقلي الذي في عناثوث لان لك حق الفكاك للشراء. 8- فجاء الي حنمئيل ابن عمي حسب كلمة الرب الى دار السجن و قال لي اشتر حقلي الذي في عناثوث الذي في ارض بنيامين لان لك حق الارث و لك الفكاك اشتره لنفسك فعرفت انها كلمة الرب. 9- فاشتريت من حنمئيل ابن عمي الحقل الذي في عناثوث و وزنت له الفضة سبعة عشر شاقلا من الفضة. 10- و كتبته في صك و ختمت و اشهدت شهودا و وزنت الفضة بموازين. 11- و اخذت صك الشراء المختوم حسب الوصية و الفريضة و المفتوح. 12- و سلمت صك الشراء لباروخ بن نيريا بن محسيا امام حنمئيل ابن عمي و امام الشهود الذين امضوا صك الشراء امام كل اليهود الجالسين في دار السجن. 13- و اوصيت باروخ امامهم قائلا. 14- هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل خذ هذين الصكين صك الشراء هذا المختوم و الصك المفتوح هذا و اجعلهما في اناء من خزف لكي يبقيا اياما كثيرة. 15- لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل سيشترون بعد بيوتا و حقولا و كروما في هذه الارض.
نجد هنا أن الملك سجن أرمياء بسببب نبواته ضدَه وضد أورشليم. وهذه الأحداث جَرَت فى السنة العاشرة لصدقيا. وبدأ الحصار فى السنة التاسعة لهُ وسقطت المدينة فى السنة الحادية عشرة. وكان المفروض أن يُقَدم الملك توبة بدلاً من أن يسجن صوت الحق وطبعاً التهمة الموجهة للنبى أنه يضعف معنويات الشعب. ولكن يبدو أن أرمياء كان لهُ شىء من الحرية أثناء فترة حبسه (كما حدث مع بولس الرسول فى رومية أع30:28) فأمكن لأصحابه وأقرباؤه أن يزوروه وإستطاع هو القيام بأعمال البيع والشراء. وغالباً فالملك قد حما النبى بسجنه هذا حتى لا يقتله رجال الملك (التفصيلات أصحاح37) (1-5). أما الأيات (6-15) فنجد فيها قصه اخرى عن شرائه ارض بمشورة الله ليثبت أنه فى وقت محدد ستنتهى هذه الألام وغالبا فقريب إرميا هذا كان يحتاج لهذا المبلغ من المال فقام ببيع أرضه لمن لهُ حق الشراء. فغالباً كان هو الولى الأقرب الذى له حق الفكاك وحق الإرث. وكان للأقرباء دون غيرهم هذا الحق، حق شراء الأرض وكان عليهم أيضاً حسب العرف والرأى العام واجب الشراء إذا كان القريب صاحب الأرض فى ضيقة مالية. ولكن هل يبدو منطقياً أن يشترى أحد فى هذه الظروف والكل ذاهب إلى السبى وأورشليم محاصرة والعدو سيستولى على كل شىء فتكون كل الأراضى عديمة القيمة. ولكن هنا إعلان عن ثقة إرمياء فى وعود الله بالعودة من السبى وليعلن هذا لكل الشعب. ونسمع هنا عن صكين أحدهما مختوم والآخر مفتوح = المختوم هو بعد أن يتم لفة وغلقه يختم والمفتوح مفتوحاً لكل من يريد أن يقرأ (هو أصل وصورة والأصل مختوم) ووضعهما فى إناء خزف = لأنه يريد حفظهما 70 سنة حتى العودة من السبى. ووضع الصك فى إناء خزف كى يبقى طويلاً. كانت عادة مألوفة بدليل ما وُجد فى مغارات بقرب بحر لوط لنسخ من أسفار العهد القديم ظلت مختزنة فى بطن الأرض أكثر من ألفى سنة. العدد 16- 25: الأيات 16-25 :- 16- ثم صليت الى الرب بعد تسليم صك الشراء لباروخ بن نيريا قائلا. 17- اه ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السماوات و الارض بقوتك العظيمة و بذراعك الممدودة لا يعسر عليك شيء. 18- صانع الاحسان لالوف و مجازي ذنب الاباء في حضن بنيهم بعدهم الاله العظيم الجبار رب الجنود اسمه. 19- عظيم في المشورة و قادر في العمل الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني ادم لتعطي كل واحد حسب طرقه و حسب ثمر اعماله. 20- الذي جعلت ايات و عجائب في ارض مصر الى هذا اليوم و في اسرائيل و في الناس و جعلت لنفسك اسما كهذا اليوم. 21- و اخرجت شعبك اسرائيل من ارض مصر بايات و عجائب و بيد شديدة و ذراع ممدودة و مخافة عظيمة. 22- و اعطيتهم هذه الارض التي حلفت لابائهم ان تعطيهم اياها ارضا تفيض لبنا و عسلا. 23- فاتوا و امتلكوها و لم يسمعوا لصوتك و لا ساروا في شريعتك كل ما اوصيتهم ان يعملوه لم يعملوه فاوقعت بهم كل هذه الشر. 24- ها المتارس قد اتوا الى المدينة لياخذوها و قد دفعت المدينة ليد الكلدانيين الذين يحاربونها بسبب السيف و الجوع و الوبا و ما تكلمت به فقد حدث و ها انت ناظر. 25- و قد قلت انت لي ايها السيد الرب اشتر لنفسك الحقل بفضة و اشهد شهودا و قد دفعت المدينة ليد الكلدانيين.
يبدو أن إرمياء فهم خطأ من طلب الله شراء الأرض أن الله مزمِع أن يصنع أعجوبة ويُهلك جيش بابل قريباً. فيقول لا يَعْسُر عليك أمر. وكان منطقه أنت قُلْتَ لى إشتر لنفسك الحقل (25) فما معنى أن أشترى الحقل إذا كانت المدينة ستسقط فى يد الكلدانيين. وهنا واضح شك أرمياء فى خراب المدينة، أو رجاؤه فى أن الله سيخلصها وهذه هى شهوة قلبه. ولذلك ذهبت أحلامه لعقد مقارنة مع خروج الأباء من مصر. وربما تصَور فى (23،18) أن الله جازاهم على أعمالهم ولكنه إكتفى بهذا. العدد 26- 44: الأيات 26-44 :- 26- ثم صارت كلمة الرب الى ارميا قائلة. 27- هانذا الرب اله كل ذي جسد هل يعسر علي امر ما. 28- لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع هذه المدينة ليد الكلدانيين و ليد نبوخذراصر ملك بابل فياخذها. 29- فياتي الكلدانيون الذين يحاربون هذه المدينة فيشعلون هذه المدينة بالنار و يحرقونها و البيوت التي بخروا على سطوحها للبعل و سكبوا سكائب لالهة اخرى ليغيظوني. 30- لان بني اسرائيل و بني يهوذا انما صنعوا الشر في عيني منذ صباهم لان بني اسرائيل انما اغاظوني بعمل ايديهم يقول الرب. 31- لان هذه المدينة قد صارت لي لغضبي و لغيظي من اليوم الذي فيه بنوها الى هذا اليوم لانزعها من امام وجهي. 32- من اجل كل شر بني اسرائيل و بني يهوذا الذي عملوه ليغيظوني به هم و ملوكهم رؤساؤهم و كهنتهم و انبياؤهم و رجال يهوذا و سكان اورشليم. 33- و قد حولوا لي القفا لا الوجه و قد علمتهم مبكرا و معلما و لكنهم لم يسمعوا ليقبلوا ادبا. 34- بل وضعوا مكرهاتهم في البيت الذي دعي باسمي لينجسوه. 35- و بنوا المرتفعات للبعل التي في وادي ابن هنوم ليجيزوا بنيهم و بناتهم في النار لمولك الامر الذي لم اوصهم به و لا صعد على قلبي ليعملوا هذا الرجس ليجعلوا يهوذا يخطئ. 36- و الان لذلو هكذا قال الرب اله اسرائيل عن هذه المدينة التي تقولون انها قد دفعت ليد ملك بابل بالسيف و الجوع و الوبا. 37- هانذا اجمعهم من كل الاراضي التي طردتهم اليها بغضبي و غيظي و بسخط عظيم و اردهم الى هذا الموضع و اسكنهم امنين. 38- و يكونون لي شعبا و انا اكون لهم الها. 39- و اعطيهم قلبا واحدا و طريقا واحدا ليخافوني كل الايام لخيرهم و خير اولادهم بعدهم. 40- و اقطع لهم عهدا ابديا اني لا ارجع عنهم لاحسن اليهم و اجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عني. 41- و افرح بهم لاحسن اليهم و اغرسهم في هذه الارض بالامانة بكل قلبي و بكل نفسي. 42- لانه هكذا قال الرب كما جلبت على هذا الشعب كل هذا الشر العظيم هكذا اجلب انا عليهم كل الخير الذي تكلمت به اليهم. 43- فتشترى الحقول في هذه الارض التي تقولون انها خربة بلا انسان و بلا حيوان و قد دفعت ليد الكلدانيين. 44- يشترون الحقول بفضة و يكتبون ذلك في صكوك و يختمون و يشهدون شهودا في ارض بنيامين و حوالي اورشليم و في مدن يهوذا و مدن الجبل و مدن السهل و مدن الجنوب لاني ارد سبيهم يقول الرب.
ولكن الله يرد عليه بأن المدينة ستسقط أولاً لشرورها. أى أن السبب فى سقوطها خطاياهم مثل تبخيرهم للبعل على السطوح أى بلا خجل وليس فى الخفاء. وأداروا لله ظهورهم دليل على منتهى الإستهانة بالله. ولكن الله سوف يعيدهم ثانية بعد مدَة من الزمن. وسيضع الله خوفه فى قلوبهم. ولنلاحظ أن الخادم يضع فى عقولنا أفكاراً جيدة لكن الله وحده هو الذى يضع فى القلب. وبل يعطيهم الله قلباً واحداً. وهذا القلب الواحد لا يمكن أن يكون إلا فى طاعة الله وأن يبحث الإنسان عن مجد الله ناظرين لله وحده. والقلب الواحد معناه أن الكل سيكونون واحداً فى المسيح (يهود وأمم). وفى (44،43) الله يقنع أرمياء أن شراؤه للأرض التى لم يراها من قريبه والتى سيأخذها ملك بابل. لابد أن يثق فى أنها ستكون لهُ بالإيمان. وهذا ما يجب علينا أن نثق فيه. أن لنا كنعان سماوية حتى لو لم نراها الأن وعلينا أن نجاهد قانونياً حتى لا يمحى إسمنا من سفر الحياة الأبدية فنخسر كنعان السماوية.