تفسير سفر إرميا - الأصحاح 41 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1- 10:
الأيات 1-10 :- 1- و كان في الشهر السابع ان اسماعيل بن نثنيا بن اليشاماع من النسل الملوكي جاء هو و عظماء الملك و عشرة رجال معه الى جدليا بن اخيقام الى المصفاة و اكلوا هناك خبزا معا في المصفاة. 2- فقام اسماعيل بن نثنيا و العشرة الرجال الذين كانوا معه و ضربوا جدليا بن اخيقام بن شافان بالسيف فقتلوه هذا الذي اقامه ملك بابل على الارض. 3- و كان اليهود الذين كانوا معه اي مع جدليا في المصفاة و الكلدانيون الذين وجدوا هناك و رجال الحرب ضربهم اسماعيل. 4- و كان في اليوم الثاني بعد قتله جدليا و لم يعلم انسان. 5- ان رجالا اتوا من شكيم و من شيلو و من السامرة ثمانين رجلا محلوقي اللحى و مشققي الثياب و مخمشين و بيدهم تقدمة و لبان ليدخلوهما الى بيت الرب. 6- فخرج اسماعيل بن نثنيا للقائهم من المصفاة سائرا و باكيا فكان لما لقيهم انه قال لهم هلم الى جدليا بن اخيقام. 7- فكان لما اتوا الى وسط المدينة ان اسماعيل بن نثنيا قتلهم و القاهم الى وسط الجب هو و الرجال الذين معه. 8- و لكن وجد فيهم عشرة رجال قالوا لاسماعيل لا تقتلنا لانه يوجد لنا خزائن في الحقل قمح و شعير و زيت و عسل فامتنع و لم يقتلهم بين اخوتهم. 9- فالجب الذي طرح فيه اسماعيل كل جثث الرجال الذين قتلهم بسبب جدليا هو الذي صنعه الملك اسا من وجه بعشا ملك اسرائيل فملاه اسماعيل بن نثنيا من القتلى. 10- فسبى اسماعيل كل بقية الشعب الذين في المصفاة بنات الملك و كل الشعب الذي بقي في المصفاة الذين اقام عليهم نبوزرادان رئيس الشرط جدليا بن اخيقام سباهم اسماعيل بن نثنيا و ذهب ليعبر الى بني عمون.

عجيب هذه الوحشية الدموية، لكنها هى السبب فى خراب أورشليم. ونجد أن إسمعيل أخذ معهُ عشرة رجال من الأمراء على شاكلته. وأكلوا خبزاً مع جدليا ثم قتلوه " الذى أكل خبزى رفع على عقبه. وكأن الدم الذى سفكه الكلدانيين لم يكن كافياً فقاموا بسفك المزيد من دم هذا الشعب بل هم خلطوا مع دماء الشعب دماء الكلدانيين. وجاء 80 رجل من إسرائيل غالباً (الـ10 أسباط) ليبكوا خراب أورشليم والهيكل ومعهم تقدماًتهم ليحرقونها ولكن يظهر فى طريقة حزنهم تأثرهم بالعادات الوثنية التى عاشوا فيها = مملوقى اللحى ومشققى الثياب ومخمشين = أى جرحوا أنفسهم، هؤلاء يحبون الله ولكن بطريقة وثنية. وسمع عنهم إسمعيل الدموى فخرج إليهم بدموع التماسيح يبكى خراب أورشليم مثلهم، وأراد أن يعرف مدى ولائهم لجدليا فإن ثبت ولاؤهم لهُ قتلهم. لذلك قال لهم هلم إلى جدليا (6) ولم يكن أحد قد عَرِف بقتل جدليا لأنَ المؤامرة كانت سرية. ولما ذهبوا ليروا جدليا وظهر حبهم له لماُ سمعوه عنه قتلهم. ووضع كل هذه الجثث فى حفرة كان الملك أسا قد صنعها حين حصن أسا مدينة المصفاة من وجه بعشا ملك إسرائيل (1مل22:15) ولتصبح قلعة متقدمة ضد بعشا. ومما يدل على جشع إسمعيل تركه لـ10 رجال ليمتلك مخازنهم وأخذ رجال ونساء سبايا معهُ إلى ملجأه عند ملك بنى عمون.
العدد 11- 18:
الأيات 11-18 :- 11- فلما سمع يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش الذين معه بكل الشر الذي فعله اسماعيل بن نثنيا. 12- اخذوا كل الرجال و ساروا ليحاربوا اسماعيل بن نثنيا فوجدوه عند المياه الكثيرة التي في جبعون. 13- و لما راى كل الشعب الذي مع اسماعيل يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش الذين معهم فرحوا. 14- فدار كل الشعب الذي سباه اسماعيل من المصفاة و رجعوا و ساروا الى يوحانان بن قاريح. 15- اما اسماعيل بن نثنيا فهرب بثمانية رجال من وجه يوحانان و سار الى بني عمون. 16- فاخذ يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش الذين معه كل بقية الشعب الذين استردهم من اسماعيل بن نثنيا من المصفاة بعد قتل جدليا بن اخيقام رجال الحرب المقتدرين و النساء و الاطفال و الخصيان الذين استردهم من جبعون. 17- فساروا و اقاموا في جيروت كمهام التي بجانب بيت لحم لكي يسيروا و يدخلوا مصر. 18- من وجه الكلدانيين لانهم كانوا خائفين منهم لان اسماعيل بن نثنيا كان قد ضرب جدليا بن اخيقام الذي اقامه ملك بابل على الارض.

حين ظهر يوحانان الرجل الوطنى الشجاع وراء إسمعيل هرب إسمعيل فالخاطىء دائماً جبان ترعبه خطاياه. وقد هرب مع إسمعيل 8 من رجاله فيبدو أن إثنين منهم قتلوا فى المعركة أو تركوه وتخلوا عنه فى هذه المواجهة. ولكن يوحانان مع مميزاته السياسية لم يكن إنساناً روحياً ينتظر كلمة الله. فأراد أن يقود الشعب الذين إستردهم إلى مصر. ولأنه لم يكن إنساناً روحياً فهو قاد شعبه ولكن ليكمل خرابهم "أعمى يقود أعمى" ولأنه صمم على الذهاب إلى مصر عسكروا فى جيروت كمهام = وهى بالقرب من بيت لحم مدينة داود وهى كانت قطعة أرض أعطاها داود لكمهام إبن برزلاى. وقصده أن يذهب لمصر ليحميه المصريين وهذا إنحراف فاسد فى شعب الله منذ خروجهم من مصر. وكانت حجته أنه يهرب من الكلدانيين لئلا ينتقموا منه على قتل جدليا. ولنلاحظ تنقل الشعب على عدة قادة (يهود وكلدانيين...) فمن لا يتبع الله كسيد لهُ يسود عليه كثيرين.


أسفار الكتاب المقدس
أعلى